دراسة: إمكانية اكتشاف صعوبة القراءة لدى الأطفال دون سن الدراسة بفضل أشعة الدماغ



قال باحثون أمريكيون إن الفحوص الدماغية التي أجروها على الأطفال دون سن الدراسة حتى قبل أن يبدأوا في القراءة قد تسمح باكتشاف الحالات التي تعاني من صعوبة في القراءة.

وذكر فريق البحث أنه توصل إلى رصد علامات من خلال الأشعة كانت تتم رؤيتها بالفعل لدى الكبار الذين يعانون من نفس هذه الحالة.

وقد تكون هذه الاختلافات في الأشعة التي تجرى على الدماغ سببا وليس نتيجة لصعوبة القراءة، وهو شيء غير معروف حتى الآن كما ذكرت مجلة علم الأعصاب الأمريكية.

كما أن هذا النوع من الأشعة قد يسمح بالتشخيص والتدخل المبكر.

تقلص

ويسمى ذلك الجزء المتضرر من الدماغ بالحزيمة المقوسة، وقد وجد الباحثون أن هناك بعض الأطفال في سن ما قبل المدرسة من بين 40 طفلا قاموا بفحصهم يعانون من تقلص في هذه المنطقة من الدماغ.

وطالب الباحثون نفس الأطفال بأن يقوموا بإجراء أنواع مختلفة من اختبارات ما قبل القراءاة، مثل محاولة نطق أصوات مختلفة من بعض الكلمات.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يقل لديهم حجم الحزيمة المقوسة قد حصلوا على درجات أقل في هذه الاختبارات.

لكن لا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الاختلافات البنيوية في الدماغ التي وجدتها الدراسة تشكل علامة على وجود صعوبة في القراءة.

ويعتزم الباحثون متابعة مجموعات من الأطفال خلال تقدمهم في دراستهم ليتمكنوا من تحديد ذلك.

وقال كبير الباحثين بالدراسة جون غابريلي: "نحن لا نعرف حتى الآن كيف يسير الأمر مع مرور الوقت، وهذا هو السؤال المهم."

وقال غابريلي: "نحن لا نعرف كم من هؤلاء الأطفال سوف يستمرون في مواجهة المشكلات، لكن على أية حال، نحن نريد أن نتدخل قبل ذلك، وكلما كان ذلك في سن أصغر كلما كان أفضل. ونحن نعلم حقا أن برامج القراءة والتدخلات المختلفة يمكنها أن تساعد بالفعل."

التدخل المبكر

كما وجدت الدراسة أن حجم الحزيمة المقوسة في الجهة اليسرى من الدماغ كان له ارتباط قوي على وجه الخصوص بالنتائج المتواضعة لاختبارات مرحلة ما قبل القراءة.

وتربط الحزيمة المقوسة في الجهة اليسرى من الدماغ المنطقة المختصة بإنتاج الكلام بمنطقة أخرى تستخدم في فهم اللغة المكتوبة والمنطوقة.

ويقول الباحثون إن الحزيمة المقوسة الأكبر حجما والأكثر تنظيما يمكن أن تساعد في عملية التواصل بين هاتين المنطقتين في الدماغ.

وقال غابريلي: "هذه المنطقة من الدماغ تناسب الكثير ما نعرفه بالفعل، وبالتالي فهي اختيار جيد."

وقالت متحدثة باسم المؤسسة البريطانية لصعوبة القراءة إن تصوير الدماغ قدم لنا "أدلة متزايدة" على وجود اختلافات واضحة بين أدمغة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة القراءة وغيرهم من الأشخاص.

وأضافت: "إنه لأمر مثير للغاية أن تتصور مستقبلا يمكن أن تكون فيه هذه التقنية جزءا من مجموعة من المؤشرات التي يمكن أن تكشف عن وجود مخاطر لمواجهة صعوبات تتعلق بصعوبة القراءة."

لكنها قالت إن هناك حاجة لمزيد من البحوث الأكثر تطورا لتحديد ما إذا كان يمكن في المستقبل أن يتم تشخيص الصعوبة في القراءة من خلال أشعة الدماغ.